ذكر الله عَزَّ و جَلَّ لجهنم أسماءً و أوصافاً ، نُشير إليها بحسب طبقاتها بإختصار :
الطبقة الأولى : الهاوية:
قال الله العزيز الجبار : ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ ﴾ ، قال العلامة الطريحي ( رحمه الله ) : الهاوية : ... كأنها النار العميقة يهوي أهل النار فيها مهوى بعيداً ، أي فمأواه النار ، يقال للمأوى أم على التشبيه ، لأن الأم مأوى الولد ، و قيل : أم رأسه هاوية في قعر جهنم لأنه يطرح فيها منكوساً
الطبقة الثانية : السعير :
قال عَزَّ مِنْ قائل : ﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ ، قال العلامة الطريحي ( رحمه الله ) : السعير : النار و لهبها
الطبقة الثالثة : الجحيم :
قال الله جَلَّ جَلالُه : ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ ، قال العلامة الطريحي ( رحمه الله ) : الجحيم : ... اسم من أسماء النار ، و أصله ما اشتَدَّ لَهَبُه من النيران ، و كل نار عظيمة في مهواةٍ فهي جحيم
الطبقة الرابعة : سَقَر :
قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ﴾ ، و سقر وادٍ في جهنم شديد الحر ، فقد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنهُ قَالَ : " إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَوَادِياً لِلْمُتَكَبِّرِينَ يُقَالُ لَهُ سَقَرُ ، شَكَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شِدَّةَ حَرِّهِ وَ سَأَلَهُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ أَنْ يَتَنَفَّسَ فَتَنَفَّسَ فَأَحْرَقَ جَهَنَّمَ .
الطبقة الخامسة : الحُطَمة :
قال الله سبحانه و تعالى : ﴿ كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ﴾ ، قال العلامة الطريحي : الحطمة : اسم من أسماء النار ، و هي التي تحطم العظم و تأكل اللحم حتى تهجم على القلوب .
الطبقة السادسة : لظى :
قال الله تعالى : ﴿ كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ﴾الطبقة السابعة : جهنم :
قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ ... إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ ترتيب آخر لدركات جهنم :
و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ( عليه السَّلام4 في قوله : ﴿ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ ، فوقوفهم على الصراط .
و أما : ﴿ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ﴾ ، فبلغني و الله أعلم أن الله جعلها سبع دركات أعلاها الجحيم ، يقوم أهلها على الصفا منها ، تغلي أدمغتهم فيها كغلي القدور بما فيها .
و الثانية : لظى ﴿ نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى ﴾ .
و الثالثة : سقر ﴿ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾.
و الرابعة : الْحُطَمَةُ ، و منها يثور شرر كالقصر ﴿ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ﴾ تدق كل من صار إليها مثل الكحل ، فلا يموت الروح ، كلما صاروا مثل الكحل عادوا .
و الخامسة : الهاوية ، فيها ملأ يدعون يا مالك أغثنا ، فإذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار ، فيه صديد ماء يسيل من جلودهم كأنه مُهل ، فإذا رفعوه ليشربوا منه تساقط لحم وجوههم فيها من شدة حرِّها ، و هو قول الله تعالى : ﴿ ... وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا ﴾ [، و من هوى فيها هوى سبعين عاما في النار ، كلما احترق جلده بُدِّل جلدا غيره .
و السادسة : هي السعير ، فيها ثلاث مائة سُرادق من نار ، في كل سرادق ثلاث مائة قصر من نار ، في كل قصر ثلاث مائة بيت من نار ، في كل بيت ثلاث مائة لون من عذاب النار ، فيها حيات من نار ، و عقارب من نار ، و جوامع من نار ، و سلاسل من نار ، و أغلال من نار ، و هو الذي يقول الله : ﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا ﴾
و السابعة : جهنم ، و فيها الفلق ، و هو جُبُّ في جهنم ، إذا فُتح أسعر النار سعراً ، و هو أشد النار عذابا ، و أما صَعُوداً فجبل من صفر من نار وسط جهنم ، و أما أَثاماً فهو واد من صفر مذاب يجري حول الجبل ، فهو أشد النار عذابا "
و عن ابن عباس أن الباب الأول جهنم ، و الثاني سعير ، و الثالث سقر ، و الرابع جحيم ، و الخامس لظى ، و السادس الحطمة ، و السابع الهاوية